سيجرفك الدم القدسي..

"ارحل مبارك"... صرخة مكلومةٌ وعبارةٌ لا تقبلُ التأويلا صدَحت بها أرضُ الكنانة فجأةً والظلم يُشهر سيفَه المسلولا "ارحل"... تُردِّدُها حناجر فتيةٍ سئِموا الظلام فأشعلوا قِنديلا حلُموا بفجر يستعيدُ لأرضهم نورَ الحياة وحُسنَها المأمُولا حلُموا بريَّاح العدالة علَّهم يستنشقُون بها النسيمَ عليلا حلُموا بأن يرِدُوا الكرامةَ منهلا عذباً به يُرْوى المَهينُ غليلا حلُموا بأن يتكلَّموا... أو يكتبوا أو يبْسِموا... أو يصنعوا تحليلا فسعوا على درب العُلا لا يبتغوا نَ سوى رحيلِ المستبدِّ بديلا "ارحل"... ويحميها الشبابُ بعزمةٍ سلميَّةٍ متدفِّقينَ سُيولا فتلاقت الفئتان... شعبٌ أعزلٌ ووحوشُ غابٍ تشتهي التَّقتيلا لا رحمةٌ كلاَّ وهل ترجُوا الحَنا نَ فريسةٌ عَزْلاَ تُواجهُ غُولا فتساقطَ الشهداءُ يسقُون الدِّمَا أرضا رأوْا تخليصَها إِكليلا "ارحل".. وميدانُ التحرُّر صامدٌ أبطالَه لم يرهبُوا التَّنكيلا تكْبيرُ عِزِّهمُ اطَّبتْ أنغامُه كلَّ البلادِ صعيدَها والنِّيلا فتجاوبت منها ملايين الأُلَى عانوا سياطَ القهر والتَّذليلا "ارحل".. ترددها الملايين التي ما عاد يَقبَلُ وعيُها التضليلا هَدَمَتْ جدار الخوفِ من جلاَّدها فبدَا أمامَ الثَّائرينا ضَئيلا "ارحل مُبارك"... لم تكن يوما على هذي البلادِ مُباركاً مقبُولا أَغُرِرْتَ أن صبرَت عليك رعيَّةٌ كادتْ يجاوزُ حِلمُها المعقولا أظننتَ أنَّ الفجر يمكنُ حجبُه أوْ تستطيعُ لوقتِه تأجيلا أوَلستَ من سام الورى بسياطِه في كلِّ حينٍ يندبُون قَتيلا أوَلستَ من ملك البلاد رجالُه والفقرُ يأكلُ شعبَك المهزولا أوَلستَ من وهَبَ العِدا خيراتِنا قُربانِ وُدٍّ كيْ تكونَ عمِيلا أوَلستَ من حبَسَ الكرامَ بغزةٍ أمَّلت أن يستسلموا تأمِيلا مِنْ غيرِ ذنبٍ قارفتهُ أكُفُّهُم إلاَّ أنِ اختاروا الصمودَ سَبيلا "ارحل".. فصبرُ الثائرين استنفدُو هُ ولن يطيقُوا بعدهُ تمْهيلا رَحلَ العميلُ... وخلفَه لعناتُه ليعيشَ في قيدٍ الصَّغارِ ذلِيلا كم أنت يا أرض الكنانةِ حرةٌ لا تقبلينَ عجُوزكَ الضِّلِّيلا فإليكِ من شنقيطَ ألفُ تحيَّةٍ وتهانئٌ تسْتصْحِبُ التبجيلا ها قد مضى زمنُ التأَلُّه فافرحُوا أبناءَها وَرَوُا الوُجودَ جميلا علَّمتمُونا أنَّ الاِستجداءَ لاَ يُغني عنِ المُسترحِمينَ فتيلا فلْتنسِجوا ثوب المعالي سابِغا يبدُوا على كلِّ الرُّبي مسدولا لا تتركوا للَّيل فرصةَ عودةٍ من بعد أن بدمِ الشهيدِ أُزيلا

    

         سيدي ولد أعمر