فداســوا مجدك المزعوم حتى*** غــدا في عين زاعمه سرابا
بهبَّة فتيـــةٍ عُزْلٍ تحــدَّوْا***وحُوشك وهي تسقي الموتَ صابا
وقد عافوا شــراب الذُّل هذا** فسًاغُـوا المجد من دمهم شرابا
حناجرُهم ببُغضك صارخـاتٌ*** ولكــن لا تعي عنهم خطابا
وعينُك لا تراهم من غـرورٍ*** وعقلُك لم يكـــن فنقولُ غابا
ألا ارحلْ يــا "معمَّرُ" مُستذَلاَّ*** فقـد فاقت جـرائمك النصابا
ومولدك البغيض استاء منـه*** محيـا الكون واكتأب اكتئــابا
نسجت من الدَّنَايا شرَّ ثـوب*** فكــان لك الفســوق بهِ إهابا
تحاربُ ذا الجلال ولستَ ترضى*** لغير هواكَ في الدين انتسابا
وتطعنُ في كتاب الله طــوراً*** وتنسب تــارةً للصحب عابا
وكم ألقيتَ من قوم كـــرام *** وراء الغيب تُشبعُهــم عذابا
وكم ثكلى فجَعتَ علـى وحيدٍ*** ولم تَــرحم لها قلبا مُّذابــا
وكم أيتمتً في بيت صٍغـارا*** فأضحـى بعد والدِهم خـَـرابا
وكم حُـرٍّ نفيتَ بغيـر ذنبٍ*** سوى أن لَّم يشـأْ منكَ اقتِـرابا
فذا من جُرمك المعلـوم نزرٌ*** ومـــن ذا يستطيع له حسابا
وثالثــةُ الأثافِي مـا جنتْهُ*** كلابُـك وهي تفتـَـرسُ الشبابا
وتُمطرُهم بسجِّيــــلِ المنايا*** تُـوزِّعُهــا على البُرَآ عقابا
لتشربَ من دماءِ الطُّهر ترضي*** جُنــوناً قد ظَللْتَ به مُصابا
أتُوسعُ قومك الأحــرارَ بطشا*** لتغْصِبهُم محبَّتــك اغتصابا
ويا " نيرُون" أين وصلتَ خزيا*** لتجعلَ ليبِيـَـا "المُختار" غابا
تُسيِّرُ في مَدائنهـــا الأفاعِي*** وتجلبُ كيْ تُدمِّــرَها الكلابا
خسئتَ "مُعمَّرا".. كهلَ المَخازي*** لقـدْ أضحى الذي تخشاهُ قابا
سيجرِفُك الدم القُدْسِيُّ حتمــاً*** بمــا لا تستطيع لــهُ غِلابا
دماءُ الشعب لـن تُهراقَ هدْرا*** وقــد شُدَّت إلى العلْيَا رِكابا
فشكْــرا أيها الأحرار أنتُـمْ*** أتيْتُم في الفِــدى عجباً عُجابا
فهيَّا زحزحُوا ذا الوغدَ عنـكم*** ولا تـــرضوا له يوما متابا
فحينئذٍ تَفيض الأرض نــورا*** بفجرِ العــــزِّ يكسوها ثيابا
ويشْدُوا في السمَا طيرُ المعالي*** يعـــانق في تحرُّرِه السحابا
سيدي ولد أعمر
0 التعليقات: