الجواب الضائع


غريب أنا في عيون الأنام
أطُوف النوادي
أسائل أهل البوادي
أجالس كل رُواد بيوت الكلام
لأعرف ما بي
لأفهم سر اغترابي
سؤالي بسيط... وكل لديه الجواب
ولكن برغم وضوح السؤال
ورغم امتلاك الجواب
يسود الجميع السكوت الحرام
فكل يريد الهروب...
أكرر نفس السؤال
لأحصد ذات الجواب
جلست ونفسي لفهم الشقاء البغيض
فقالت نسائل عنه كؤوس الأتاي
فقد لا تضن بمنح الجواب
وإعطاء فصل الخطاب
فصاحت كؤوسي فورا بدون ارتباك
تماسك وشد الحزام
فأنت مريض بداء عضال
فحق لك العزل عمرك
كيلا تصيب الرجال عدواك
فقلت بصوت العياء
وهل لي شفاء
فلاذت كؤوسي بصوت رهيب
لتَنذُر صوم الزمان
فأحسست أن سؤالي عقيم
فحتى الجمادات تأبى الجواب بلفظ فصيح
ركبت على إثر قول الكؤوس
سفين الضياع
وأبحرت نحو العناء...
فعاينت قذف الخليل تجاه الحريق
وكنت رفيقا ليونس في بطن حوت مخوف
وأبحرت أخرى...
فجالست يعقوب أيام حزن طويل
إلى الله نشكو الأسى والفراق المهول
وأبحرت أخرى...
فكنت ويوسف في قعر جُب
تطاردنا طعنات الحسود
وأبحرت أخرى...
فشاركت أيوب وقع البلاء بجسم ضعيف
ولكن برغم  الشقاء الممل
رجعت وجيبي مَلأَى بحزن رهيب
وما زلت أحمل نفس السؤال
وما لي جواب.


سيدي ولد أعمر
التالي
السابق